ينتابني دائماً الفضول؛ أن أعرف كيف يُتقنُ الإنسان تمثيل دور القوة، فكثيراً كنت أهرب من نقاط ضعفي التي أجلتها سابقاً، من مشاعر ثقيلة، أحلام صعبة، أهداف بعيدة، أمال كبيرة، خشية من أسئلتي التي تراودني كل ليلة والتي تلحق بي دائماً، تحاكمني وتجلدني حين تظن أنني تجاهلتها أو تجاوزتها، فتكشف الستار عني لتضعني أمام حقيقتي دون أقنعة.
فأنا لستُ قوياً طوال الوقت، حتى ليليّ ليس بالليل الرحيم بما يكفي ليتركني أنام. الأحداث والمشاهد تعود، الذكريات تُصِرّ أن تكون أول الواصلين، وكل ما ظننته انتهى يعود بطريقة جديدة ووجه مختلف.
أحاول أن أبدو هادئاً عندما أستقبل الليل ولكنّ قلبي دائما له رأي وإيقاع آخر، يذكّرني أنني بشر له ما له وعليه ماعليه، وأنني لا أستطيع أن أصمت. أسمع صوته لكن أحاول تجاهله، يدقّ على باب الذكريات كلما دفعتُه بعيداً.
فأنا لست ضعيفاً؛ لكنيّ أتماسك مرّة، ومرّة أتبعثر، فلستُ خائفاً ولستُ كما كنت سابقاً.
فها أنا أتعافى بطريقتي، وبخطوتي، وبالوقت الذي يناسب روحي.
![]()

