بقلم الكاتبة الروائية / غادة العليمى
لا احد يمكنه ان ينكر ان اساس الثقافة احترام اختلاف وجهات النظر
وضرورة احتواء كل الاراء المشابهه والمغايرة
ووجوب التسليم بأن رؤيتنا ووجهه نظرنا خاضعة للصواب والخطأ ايضا..
وفرضية ان التنوع اساس المعرفة واصل الحضارات وبذور كل الثقافات
ولكن الى اى حد نستطيع تقبل الاختلاف
وما حدود هذه المساحة المباحة للاعتراض والاختلاف
وما مقومات اصحاب الاراء المغايرة وعلى اى اساس يحق للاخر ان يعترض ويختلف ويخالف ومتى نتقبل وكيف نرفض
بعد ان اصبحت بعض الاختلافات عبث وجنون واستفزاز عقلى وفكرى
كأن يعترض احدهم على قواعد الدين الراسخات ويشرحها كما يراها وهو لا يعرف حتى تفسير لسورة الفاتحة
او تخبرك احداهن ان المرأة الفاضلة خائنة وزانيه مادام قلبها نظيف لم يدنس
او يصمم احداهم ديفليه اخر صيحة فى ازياء الرجال ويخرج بنى ادم على الاستيدج بتايورات وفساتين واحذية ذات كعب
او يخبرك اخر بأن منكر الاصوات طرب وان بذيئ الكلمات شعرا وان قبيح المضمون فن
او يفرض عليك اخرون اوضاع للانحلال على انها حرية ومظاهر للانفلات على انه تحضر
وهو حر فى نشر الافساد وانت متخلف اذا تمسكت بزيل الفضيلة وقاومت رسالته المقدسه فى فوضى السلوك
كثيرة هى الهرتلات والسخافات التى تقدم على انها حريات واختلافات لابد وان تحترم
كثيرون هم من يتباهون بالفوضى والامبالاة والتفاهه والفراغ
كثيرون هم من يظنون ان من الحرية ان يزرعوا سلوكياتهم الفوضاوية المفخخة فى شوارعنا وفى عقول صغارنا وفى معنى ومغزى حياتنا
وان الاختلاف الغير حميد فرض على الاخرون احترامه مهما كانت دعواه
حتى طفح الكيل منا وان الاوان ان نصحح المفاهيم ونرمم ما آل للسقوط قبل ان تنهدم معابد الصمت على رؤسنا
يجب نواجههم ونصارحهم ونعترف امامهم
بانهم ليسوا مختلفين او احرار
هم دعاة جنون وفوضى ومكانهم الطبيعى حيث مصحات العقل والنفس.. قبل ان يفشوا وباء العبث فى حياتنا
وان الحرية الحقيقية تعنى المسؤلية المجتمعية وتحرض على التصدى لكل انواع واشكال الجنون من اجل مجتمع عاقل يختلف فى حدود العقل والمعقول
غادة_العليمى
![]()

