كتبت: سمية النحاس
تحت هذا الشعار Rising up From Drought Together النهوض من الجفاف معا ، تشارك المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” المجتمع الدولي يوم 17 يونيو 2022 الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف ، بعد أن أصبح الجفاف أكبر مشكلة بيئية تهدّد امن واستقرار العالم ، وتعرضه لعواقب وخيمة كنقص الموارد المائية والغذائية .
وأكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري ، أهمية هذه التظاهرة في تعزيز العمل الدولي المشترك في مكافحة التصحر من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عن الفقر بسبب الجفاف في بعض دول العالم ، لافتاً إلى ضرورة وضع حد للجفاف الذي بدأت تتزايد حالاته منذ مدة ، ويعد أكثر الكوارث الطبيعية تدميراً من حيث الخسائر الناتجة عنه ، سواء كانت خسائر في الأرواح أو خسائر مادية ، ويتوقع أن يؤثر ــ حسب إحصاءات عالمية ــ على ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050م ، مشيراً إلى أن هذه التظاهرة العالمية تأتي في الوقت المناسب لتكثيف التوعية بأهمية تعزيز التضامن الدولي للتصدي للجفاف لمنع دون وقوع أي كوارث بسببه .
وأضاف أن للتصحر آثار خطيرة على التنوع البيولوجي والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة ، حيث أنه عندما تتدهور الأراضي فإن التأثير على الناس والبيئة والحيوانات يمكن أن يكون مدمراً ، حيث يقل معدل إنتاج المحاصيل الزراعية ويشرد ملايين الناس ، ويزيد معدل انبعاث غازات الاحتباس الحراري وينخفض معدل التنوع البيولوجي ، الأمر الذي يحتم على المنظمات والهيئات المعنية العمل على مكافحة التصحر وتجديد خصوبة الأراضي المتدهورة ، لافتاً إلى أهمية تحقيق الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة ، والذي ينص على “حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام ، وإدارة الغابات على نحو مستدام ، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره ، ووقف فقدان التنوع البيولوجي” .
وقال “د. التويجري”: نحتاج في هذه التظاهرة الدولية لتكثيف التوعية بأهمية تفعيل الشراكة الدولية في مكافحة التصحر ، ومنع الاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم للأراضي ، والعمل على تجديد خصوبتها ، وتعزيز استعادتها بما يسهم في إضافة موارد غذائية جديدة ، وتعزيز التنوع البيولوجي للمساعدة في امتصاص الكربون لمواجهة التغيّر المناخي ، والاهتمام بزيادة الرقعة الخضراء ومنع التعرية بتثبيت التربة من خلال إنشاء أحزمة خضراء حول المدن والقرى ، ومنع أي تعديات على البيئة ، وتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر التي تم استخلاصها من توصيات مؤتمر جدول القرن الحادي والعشرين في باريس 17 يونيو 1994م ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 1996م .
وبيّن أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أطلقت بالتنسيق مع مكتب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، مبادرة لغرس 500 مليون شجرة في دول الوطن العربي خلال الفترة 2021 ــ 2030 وذلك انطلاقاً من رسالتها الإنسانية وفي إطار ادراكها لخطورة التداعيات الناتجة عن التغيرات المناخية والاختلالات البيئية ، واهتمامها بزيادة الرقعة الخضراء في دول الوطن العربي ، وتهدف المبادرة لتفعيل مشاركة الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في تعزيز الوعي المجتمعي والحملات التوعوية لزيادة فهم استيعاب مخاطر التغيّر المناخي والتصحر والجفاف ، وقد تم البدء في تنفيذ هذه المبادرة ، وأنشأت الأمانة العامة للمنظمة العربية منصة خاصة بمشروع التشجير لرصد مراحل تنفيذه ومتابعة العناية به .
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت أن التصحر والجفاف من المشكلات ذات البعد العالمي ، وخصصت يوم 17 يونيو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف بموجب القرار 115/49 الذي اعتمد في ديسمبر 1994 ، وجاء في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أنها تهدف لمكافحة التصحر وتخفف آثار الجفاف في البلدان التي تعاني منه ، وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات فعالة على جميع الأصعدة ، مدعومة بتعاون دولي وترتيبات شراكة في إطار نهج متكامل مع جدول أعمال القرن 21 بهدف الاسهام في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق المتأثرة .