كتب…مجدي الشهيبي
في وقتٍ تتغير فيه ملامح المشهد السياسي في مصر بسرعة غير مسبوقة، تظل مدينة ديرمواس بحاجة ماسة إلى أن تستعيد وعيها السياسي من جديد. تلك المدينة التي كانت يومًا منارة للفكر والوعي والمشاركة الوطنية، صارت اليوم في حاجة إلى يقظة تعيد لها مكانتها ودورها الطبيعي في صياغة مستقبلها السياسي والمجتمعي.
لقد كانت ديرمواس عبر العقود الماضية منبعًا للكوادر المثقفة والعقول الواعية وساحة لمواقف وطنية لا تُنسى حين كان الانتماء للوطن هو البوصلة الوحيدة التي توجه الجميع. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا واضحًا في روح المشاركة وابتعاد الكثير من الشباب عن المشهد العام إما بالإحباط أو باللامبالاة فغاب الصوت الواعي وحلّ محلّه الصمت والتردد.
إن الوعي السياسي لا يُقاس بعدد المؤتمرات أو الشعارات بل يُقاس بمدى إدراك المواطن لدوره ومسؤوليته تجاه وطنه ومجتمعه.
الوعي يعني أن تعرف من تختار ولماذا تختاره
أن تفرّق بين من يعمل بصدق لخدمة الناس ومن يسعى فقط خلف مصالحه الشخصية.
أن تمارس حقك في الاختيار والمحاسبة دون خوف أو تردد لأن الصوت الحر هو أساس بناء الأوطان.
ولكي تستعيد ديرمواس هذا الوعي علينا أن نبدأ من الجذور
من الأسرة التي تزرع القيم والمدرسة التي تبني الفكر والمجتمع الذي يشجع على المشاركة بدل التبعية
كما أن للنخب السياسية والمثقفين والإعلاميين دورًا كبيرًا في توجيه الناس نحو الفهم الصحيح بعيدًا عن التعصب والمصالح الضيقة.
فالإصلاح لا يبدأ من القاعات الرسمية بل من عقول وقلوب الناس حين يدرك كل فرد أنه شريك في القرار ومسؤول عن التغيير.
ولن يتحقق ذلك إلا عندما نؤمن جميعًا بأن السياسة ليست خصومة بل فن إدارة الشأن العام بروح المشاركة والاحترام المتبادل
عندها فقط يمكن أن تعود ديرمواس إلى سابق عهدها مدينة الوعي والمبادئ والمواقف الوطنية التي تكتب التاريخ لا تنتظره
فلنبدأ من الآن من بيوتنا ومدارسنا ومجالسنا ولنزرع في كل قلب فكرة تقول
“المستقبل لا يُمنح.. بل يُصنع بالوعي
![]()

